
بين أنغام الموسيقى، وألوان الرسم، ورائحة الخشب، وملمس الطين، وخيوط التطريز، يواصل أطفالنا في طولكرم وجنين رحلتهم في مبادرة "حرفة وحكاية"، التي تنفذها مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي بالشراكة مع مؤسسة التعاون، وبرعاية وزارة التنمية الاجتماعية وبتمويل من Goal Global
بعد أيام من جلسات التفريغ النفسي واكتساب المهارات الحياتية التي عززت لديهم الإصغاء والتواصل والثقة بالنفس، انتقل اليافعون إلى مرحلة أعمق؛ حيث التقت ذاكرة المكان بالحرفة، ليعيدوا صياغة قصصهم بلمسات إبداعية: خيوط تطريز، أو نقش على الخشب، أو ألوان على الجدران، أو تشكيلات فخارية.
يروي أحد المشاركين: "أنا أول مرة بجرب أشتغل بإيدي هيك... عملت فخار وتعلمت كيف أطرز... حسيت إنه هاد مش بس نشاط، ممكن يكون مهارة أستفيد منها طول العمر."
ومع بلوغ مرحلة الإنتاج الحرفي، بدأ اليافعون بتحويل ما اكتسبوه من خبرات وتجارب إلى أعمال فنية تعكس شخصياتهم الفريدة، وتروي حكاياتهم بلغة جديدة. وستُعرض هذه الأعمال إلى جانب القصص التي وُلدت من قلب التجربة، لتكون شاهدًا على رحلة تعلم واكتشاف.
تقول إحدى المشاركات: "أنا بحب أرسم من زمان بس هون حسيت الرسم إشي أكبر... بقدر أعبر فيه عن مشاعري وأفكاري... ولما شفت رسمي بين رسومات صحابي حسّيت بفخر."
المخيم ارتكز على المزج بين التربية باللعب والدعم النفسي وإحياء التراث والحرف التقليدية، بما يعزز الهوية والانتماء الوطني لدى الأجيال الناشئة، ويوفر مساحة آمنة للتعبير والإبداع. ومع استعداد الأطفال لعرض أعمالهم أمام عائلاتهم، تحوّل المخيم من نشاط صيفي عابر إلى فضاء يزرع الأمل، ويعيد إحياء التراث، ويمنح الصغار الثقة بأنهم قادرون على الحلم وصناعة مستقبلهم بأيديهم.
من الجدير ذكره أن المبادرة تستهدف 200 يافع ويافعة من الفئة العمرية 12–18 عامًا في محافظتي جنين وطولكرم. وتركّز على تطوير مهارات الحياة وتنمية القدرات الشخصية والاجتماعية، إلى جانب تدريبات عملية تعزز فرص المشاركة المجتمعية والإنتاجية. كما توفر جلسات دعم نفسي وتفريغ عاطفي تساعد المشاركين على التعامل مع التحديات اليومية وبناء الثقة بالنفس.