Skip to main content

أخبار

مؤسسة التعاون تعقد ملتقاها السنوي لعام 2025 في عمّان

مؤسسة التعاون تعقد ملتقاها السنوي لعام 2025 في عمّان

"مسارات متجددة نحو أثر مستدام"

 

عقدت مؤسسة التعاون يوم السبت 6 كانون الأول/ديسمبر 2025 ملتقاها السنوي لعام 2025 بعنوان «مسارات متجددة نحو أثر مستدام» في فندق الانتركونتيننتال في عمّان، بحضور أعضاء من المؤسسة ومجلس إدارتها والفريق التنفيذي وشركاء خارجيين من ذوي الاختصاص، كما أُتيح المشاركة افتراضياً عبر منصة زووم. جاء الملتقى كمنصة للحوار والتفكير الجماعي، والمساهمة في تطوير عمل مؤسسة التعاون عبر جلسات تفاعلية استضافت خبراء ومتخصصين، تمهيداً لتحويل الأفكار والتوصيات إلى مبادرات وممارسات عملية ذات أثر مستدام.

 

افتتح د. نبيل القدومي أعمال الملتقى بكلمة رحّب فيها بالمشاركين، وجدد التأكيد على تفعيل مشاركة العنصر الشبابي كمصدرٍ للتجديد والابتكار، وعلى أهمية تنمية صندوق الاحتياط كركيزة لاستدامة المؤسسة.

كما تطرق إلى الجهود المبذولة لتعريف المؤسسة وتنمية مواردها عبر أنشطة خارجية تم عقدها في (لندن، الدوحة، أبو ظبي، المنامة)، وإلى دور فرق العمل الإيجابي في تعزيز الابتكار المجتمعي والأداء المؤسسي والإعلام والثقافة وإشراك الشباب وتنمية الموارد. وختم بالتذكير بظروف العمل الصعبة التي تعيشها مجتمعاتنا وبأهمية الحفاظ على الذاكرة الثقافية كجزء من مقاومة التحديات والاستمرار في العمل من أجل الصمود.

 

وخلال الجلسة الأولى تم تقديم قراءة تحليلية لخرائط العمل الفلسطيني قدّمتها إيناس عبد الرازق، حيث ركزت على محاور الصمود وبناء الشبكات والتحالفات وصناعة السردية كعناصر أساسية لتوجيه العمل المؤسسي في السياق الفلسطيني، مع دعوة لتفعيل أدوات تأثيرية ومشتركة بين المؤسسات. جاءت هذه المداخلات لتعزز النقاش حول كيفية مواءمة البرامج مع الاحتياجات الميدانية والسياقات المتغيرة.

 

أما الجلسة الثانية تناولت إنجازات المؤسسة خلال عام 2025، حيث افتتحها عرض مرئي يلخّص أهمّ الإنجازات البرامجية خلال عام 2025، تلاه عرض تفصيلي للتوجهات الاستراتيجية وخارطة الطريق للفترة 2026–2028، ومن ثمّ عروض متتابعة من فرق العمل التي تناولت رؤى متخصصة هادفة على تطوير العمل المؤسسي ضمن قطاعات مختلفة.

كما وقدّم فريق وحدة التواصل والإعلام عرض مرئي يبرز إنجازات الوحدة للعام 2025 والجهود المنفذة لبناء السرد المؤسسي وإبراز أثر عمل المؤسسة وبرامجها، مع توصيف لأدوات التواصل التي ستدعم حملات المؤسسة المقبلة.

أما فريق الابتكار المجتمعي فقد أعلن عن شراكة استراتيجية مع مؤسسة "بيلدباليستاين" لإطلاق مبادرة مشتركة تمتد لثلاث سنوات بهدف دعم الريادة الاجتماعية والمبادرات الإبداعية، وذلك كنموذج تطويري يرافق المبادرين من الفكرة إلى الاحتضان والتمكين ويهدف إلى تحويل الأفكار الريادية الاجتمياعة إلى مشاريع مجتمعية مستدامة.

 

وضمن مداخلتها في الملتقى، شدّدت لمى عمرو، المديرة التنفيذية لبيلدباليستاين، على دور الريادة الاجتماعية في تقديم حلول عملية للتحديات اليومية وأكدت أن الشراكة مع مؤسسة التعاون تُشكّل خطوة مهمة لبناء منظومة ابتكار مجتمعي وتمكين المبادرين الشباب. تشكّل هذه العروض مدخلاً لتحويل التوصيات إلى مبادرات تنفيذية، مع التأكيد على الحاجة إلى ورش متخصّصة وآليات متابعة زمنية لضمان قياس الأثر واستدامته.

 

وركّزت الجلسة الثالثة على مقاربة "نحو أثر مستدام" عبر عرض مبادرات جديدة ومناقشة وثائق استراتيجية منها "غزة تستحق" و"القدس 2030 " والتي تمثل بعض التوجهات الاستراتيجية البرامجية للمؤسسة في المرحلة المقبلة، وقد شهدت الجلسة تقديم عرض حول مبادرة خاصة بإعادة بناء منظومة التأهيل للأشخاص المصابين بإعاقات وحالات بتر حيث استعرض د. غسان أبو ستة المتخصص في هذا المجال والمساهم في تطوير المبادرة  تفاصيل العمل ، كما وشارك الدكتور ريتشارد ديفيدسون في مداخلة أكد خلالها على  أهمية الدعم النفسي والعافية الذهنية في سياق التعافي المجتمعي.

 

أما الجلسة الرابعة فقد تناولت عرضاً موجزاً عن عمل المؤسسات الشقيقة للتعاون في كل من المملكة المتحدة(بريطانيا) والولايات المتحدة ودورهما الرئيسي في بناء الشراكات واجتذاب التمويل و دعم البرامج. حيث أوضح سليم لبّد،  عضو مجلس أمناء مؤسسة التعاون-بريطانيا، أن المؤسسة قد شهدت هذا العام تطوراً ملحوظاً في آليات الحوكمة والإدارة التشغيلية، مما يمكن من أخذ دور فعال على مستوى التشبيك واجتذاب التمويل وبناء علاقات استراتيجية ضمن المرحلة القادمة. وتحدث عن أهم إنجازات مكتب المملكة المتحدة خلال العام بما شمل اجتذاب موارد وتمويل مستدام وإدارة شراكات استراتيجية إلى بناء منصات دعم لمشروعات وبرامج مختلفة. مع تكثيف جهود التواصل مع المؤسسات والشركاء الدوليين والجمهور المساند لفلسطين. كما وأشار د. ناصر البرغوثي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أصدقاء التعاون — الولايات المتحدة، إلى أن مهام المكتب تتركّز في الحشد والتشبيك مع المانحين والمؤسسات الداعمة، ودعم حملات تنمية الموارد وبناء القدرات والشراكات التقنية والمهنية لتسهيل تنفيذ البرامج وتوسيع أثرها محلياً ودولياً. ورغم حداثة إنشاء المكتب، لفت إلى أنه حقّق تقدماً سريعاً في بناء شبكات اتصال فعّالة وإرساء آليات عمل أولية أسهمت في تعظيم فرص التمويل والشراكات الاستراتيجية لصالح برامج المؤسسة.

 

وقد اختُتِم الملتقى بفقرة فنية قدمها عامر زهر أضفت بعداً إنسانياً على أعمال اليوم.

 

خرج الملتقى بعدد من المخرجات والتوصيات العملية، كان من أبرزها التأكيد على متابعة تنفيذ خارطة الطريق الاستراتيجية للفترة 2026–2028، وتعزيز استدامة التمويل من خلال توسيع حملة دعم صندوق الاحتياط وابتكار آليات تمويلية جديدة، والانتقال بالوثائق الاستراتيجية المتعلقة بقطاع غزة والقدس إلى مراحل تنفيذية مصحوبة بحملات تواصلية ودعائية أوسع. كما دعت التوصيات إلى إدماج أعمق للبعد النفسي والصحي والتقني في برامج إعادة الإعمار والدعم المجتمعي، وتعزيز شراكات العمل مع المؤسسات المحلية والدولية لضمان أثر أوسع وأكثر استدامة.

شارك معنا الآن.

أينما كنت.

بأي طريقة تناسبك.